عذرية اطفالنا مسؤليتنا
التحرش الجنسي مصطلح يطلق على كل إثارة يتعرض لها الطفل (أو الطفلة) عن عمد؛ وذلك بتعرضه للمشاهد الفاضحة، أو الصور الجنسية، أو العارية، أو غير ذلك من مثيرات؛ كتعمد ملامسة أعضائه التناسلية، أو حثه على لمس أعضاء شخص آخر، أو تعليمه عادات سيئة، فضلاً عن الاعتداء الجنسي المباشر. تكشف لنا الدكتورة لنا العمري، أخصائية الإرشاد النفسي، مجموعة من الأعراض تشير إلى تعرّض الطفل لاعتداء جنسي، أو إلى مشكلة أخرى ينبغي الالتفات لها، ومعالجتها أيّاً كانت، وهي: 1. إبداء التخوف أو رفض الذهاب إلى مكان معين، أو البقاء مع شخص معين. 2. الاستخدام المفاجئ لكلمات جنسية أو لأسماء جديدة لأعضاء الجسم الخاصة. 3. رفض العواطف الأبوية. 4. مشاكل النوم على اختلافها: القلق، الكوابيس، أو الإصرار المفاجئ على إضاءة النور ليلاً. 5. مص الإصبع، التبول الليلي، التصرفات الطفولية. 6. المشاكل الدراسية المفاجئة، والسرحان، والهروب من المنزل. ألم عميق توضح الدكتورة نادية التميمي، اختصاصية أول علم نفس إكلينيكي- إرشاد زواجي، أنّ هناك عدد من الأعراض التي تجعلنا نتأكد من صحة ما يرويه الطفل؛ كالتبول والتبرز اللاإراديين، والخوف من الغرباء، والعزلة، وأن يكون الطفل عدوانياً أحياناً. ويحاول المغتصب التحرش بالأطفال في أوقات انفراده بهم، ويقعون تحت التهديد أو الإغواء. وبالنسبة للأطفال من عمر 8-10 سنوات؛ يكون الأطفال واقعين تحت التهديد، ولا يخبر الطفل والديه بهذا التحرش؛ فيميل إلى العزلة وربما الشذوذ الجنسي، وقد يُسهم الطفل نفسه في تهيئة المناخ الملائم للتحرش بتتبعه، في فترات غياب الوالدين، لمشاهدة صور ما، أو الانفراد بأحد؛ لتجربة شيء أغواه به المتحرش. مخطط له عادة ما يكون التحرش أمراً مقصوداً ومخططاً له، برأي الدكتورة لنا العمري، ويبدأ بمداعبات بسيطة، وإذا شعر الطفل بالخوف يحاول المعتدي أن يطمئنه بأنه لا عيب فيه حتى يستجيب، ويقنعه بأنّ الأمر سرّ، ولكن سرعان ما يتطور الموضوع إلى ما هو أعنف، وينصاع الطفل للمتحرش من داخل نطاق العائلة؛ لأنه لا يستطيع مخالفة أوامره؛ خوفاً من العقاب، وبعدها من الفضيحة، وإذا كان المعتدي من خارج نطاق العائلة، فإنه يحاول التقرب من الأب والأم لإبقاء الطفل عنده. ولحماية الطفل (أو الطفلة) من التحرش الجنسي، ينبغي على الأهل اتباع ما يلي: 1. إشعار الطفل بالأمان؛ في أن يسأل عن كل الموضوعات مع والديه. 2. إشعاره بالأمان في أن يروي أحداث يومه لأسرته بانتظام وتفاصيل أي موقف دون عقاب. 3. إشراكه في الهوايات والرياضات. 4. متابعته -دون إشعاره بالرقابة الخانقة- مع عدم السماح للآخرين بالانفراد به. 5. تعليمه أنّ أجزاء جسمه لا تصلح أن يلمسها أو يراها أحد سواه؛ لأنها ملكه هو وحده. 6. تساق له حوارات حول أجزاء الجسم؛ بداية من العين، والرقبة، والرأس، والأذن، والصدر، وكيف أنها تختلف في الرجل عن المرأة؛ فشعر ماما طويل وشعر بابا قصير، ويد بابا أكبر من يد ماما، ويتم لفت نظره بشكل غير مباشر إلى أعضائه التناسلية. وبرأي الدكتورة نادية التميمي أنّ الأساليب العلاجية تكون حسب حالة الضحية، مع أدوية توصف للقلق وهكذا، تتابع: «بالنسبة للأطفال أقل من 6 سنوات، والذين لديهم خيال خصب، فمن أفضل الطرق لعلاجهم هي اللعب، وفي هذه الحالة يعبّر الطفل بشكل غير واعٍ عن مخاوفه».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق