تتعلق متانة العظام بحجمها وبكثافتها. اما كثافة العظام فتتعلق بمستويات الكالسيوم والفسفور في الجسم، بالاضافة الى المعادن الاخرى التي تدخل في تكوين العظام. عندما تحتوي العظام على كمية من المعادن اقل من المطلوب، تفقد العظام قوتها ثم تفقد، في منتهى الامر، قدرة الدعم الداخلية الخاصة بها.
عملية تجدد الانسجة العظمية:
لم يتوصل العلماء، بعد، لفهم تام مجمل الاسباب التي تؤدي الى هذه الظاهرة، لكن هذه العملية تتعلق بكيفية بناء العظام. فالعظم يتبدل باستمرار، اذ تنشا انسجة عظمية جديدة وتتحلل (تتفكك) انسجة قديمة. وتعرف هذه العملية بعملية تجدد، او اعادة بناء، النسيج العظمي، او تبدل النسيج العظمي.
تحدث الدورة الكاملة لتجدد العظام في غضون فترة زمنية تقدر بثلاثة اشهر. يعمل الجسم – لدى صغار السن - على انتاج النسيج العظمي الجديد باسرع مما يستغرقه تفكك او تحلل الانسجة العظمية القديمة. اي ان الكتلة العظمية تزداد باستمرار، في سن صغيرة. وتبلغ الكتلة العظمية اوجها في منتصف العقد الثالث من عمر الانسان.
ثم تتواصل عمليات تجدد الانسجة العظمية، لاحقا، لكن الجسم يفقد انسجة عظمية اكبر من تلك التي يستطيع ان يبنيها. فلدى السيدات في مرحلة الاياس ("سن الياس" -
انقطاع الطمث)، تزداد وتيرة تضاؤل حجم الانسجة العظمية باستمرار، جراء الهبوط الحاد الذي يطرا في مستوى تركيز هرمون الاستروجين في الدم. وبالرغم من كثرة العوامل التي تؤثر على فقدان الانسجة العظمية، الا ان السبب الرئيسي للفقدان المتزايد للانسجة العظمية لدى السيدات يعود الى هبوط مستويات انتاج الاستروجين خلال فترة انقطاع الطمث.
تتعلق درجة الخطورة لاصابة شخص ما بتخلخل العظام بكمية الانسجة العظمية التي تكون قد تراكمت في جسمه خلال الفترة العمرية الممتدة بين سن 25 و 35 عاما (اوج كمية الانسجة العظمية)، كما تتعلق بالسرعة التي يفقد فيها الشخص الانسجة العظمية في ما بعد. كلما كبر حجم الكتلة العظمية في اوجها كلما كان لدى الشخص مخزون اكبر من الكتلة العظمية، وبذلك يقل خطر الاصابة في هشاشة العظام في سن متقدمة، نسبيا.
في حال وجود نقص في استهلاك كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين (د) (Vitamin D) خلال العقود الثلاثة الاولى من حياة الانسان، فقد يؤدي ذلك الى هبوط في الكتلة العظمية في جسم هذا الشخص عند بلوغه السن التي تبلغ فيها الكتلة العظمية اوجها، مما يؤدي الى فقدان هذا الشخص كتلة عظمية بسرعة اكبر نسبيا فيما بعد.
العوامل التي تساهم في تحسين صحة العظام:
هنالك ثلاثة عوامل حيوية تساهم في تحسين صحة العظام على امتداد سني العمر:
- ممارسة النشاط البدني المنتظم
- استهلاك كميات كافية من الكالسيوم
- استهلاك كميات كافية من فيتامين (د)، الذي يعد ضروريا لتحفيز امتصاص الكالسيوم في الجسم
هنالك عدة عوامل قد تزيد من خطر الاصابة بمرض هشاشة العظام، من بينها:
- الجنس: تبلغ نسبة الكسور الناجمة عن داء هشاشة العظام لدى السيدات ضعفي نسبتها لدى الرجال. ويعود سبب ذلك الى ان السيدات تبدان حياتهن بمستويات اقل من الكتلة العظمية، بالاضافة الى ان للسيدات "مامول حياة" (Life expectancy) اكبر منه لدى الرجال. وهذا، اضافة الى الهبوط المفاجئ في مستويات الاستروجين في سن انقطاع الطمث والذي يؤدي الى زيادة فقدان الكتلة العظمية. السيدات ذوي بنية الجسم الدقيقة او صغار الحجم، هن اكثر عرضة لخطر الاصابة بمرض هشاشة العظام. الرجال الذين يعانون من تدني مستويات هرمون التستوستيرون (Testosterone)، هم اكثر عرضة لخطر الاصابة بمرض هشاشة العظام، من غيرهم من الرجال. اضف الى ذلك، ان الرجال الذين تزيد اعمارهم عن الخامسة والسبعين يعتبرون من اكثر المجموعات المعرضة لخطر الاصابة بمرض هشاشة العظام.
- السن: كلما ازداد عمر الانسان ازداد معه احتمال الاصابة بمرض هشاشة العظام، اذ تضعف العظام مع زيادة العمر.
- التاريخ العائلي: يعتبر مرض هشاشة العظام من الامراض الوراثية. اي، اذا كان احد الوالدين او الاخوة في العائلة مصابين بمرض هشاشة العظام، فان ذلك يزيد من احتمال اصابة الشخص به، وخاصة اذا كان التاريخ المرضي للعائلة يشمل حالات من كسور العظام.
- بنية الهيكل العظمي (Skeleton): يزيد احتمال الاصابة بداء هشاشة العظام لدى الرجال والسيدات ذوي بنية الجسم الدقيقة او صغار الحجم بشكل خاص، وذلك لان الكتلة العظمية في اجسامهم صغيرة، منذ البداية.
- استهلاك التبغ: ليس من الواضح، بعد، الدور الذي يلعبه التبغ في نشوء هشاشة العظام، الا ان الباحثين يجمعون على ان التبغ يؤدي الى اضعاف العظام.
- الانكشاف المتواصل للاستروجين: كلما ازدادت فترة انكشاف المراة للاستروجين تقل مخاطر اصابتها بمرض هشاشة العظام. اي ان درجة الخطورة لاصابة المراة بداء هشاشة العظام تقل كلما تاخر بلوغها سن الاياس (فترة انقطاع الطمث) وكلما كان ظهور الدورة الشهرية لديها مبكرا اكثر. ومع هذا، يزداد خطر الاصابة بمرض هشاشة العظام كلما قصرت فترة انكشاف المراة لهرمون الاستروجين. وقد يرجع سبب قلة انكشاف السيدة للاستروجين الى عدم انتظام الحيض، او الى انقطاع الطمث قبل بلوغ سن الخامسة والاربعين.
- اضطرابات الاكل: يعتبر الرجال والسيدات الذين يعانون من اضطرابات الاكل، كاضطراب فقد الشهية العصابي (القهم العصابي - Anorexia nervosa) او اضطراب النهام العصابي (Bulimia nervosa)، ضمن مجموعة الخطر للاصابة في هشاشة العظام، وذلك نظرا لضمور الكتلة العظمية في منطقة اسفل الظهر والحوض.
- الادوية من مجموعة الكورتيكوستيرويدات: يسبب تناول هذه الادوية لفترات زمنية طويلة، كتناول بريدنيزون (Prednisone) او كورتيزون (Cortisone) ضررا للانسجة العظمي