كشف البروفيسور لوتس كليس، رئيس معهد أبحاث جراحة العظام والتقنية البيولوجية في جامعة اولم الالمانية، عن انجاز جديد في عالم جراحة الكسور والعظام، حينما تحدث عن نجاحه في تصنيع مسامير وقلاووظ تتحلل داخل الجسم تلقائيا بعد فترة معينة من التحام الكسور. وأكد كليس ان المسامير والقلاووظ (البراغي) التي صنعها، بعد سنوات من البحث والتجارب، تتحلل وتذوب داخل جسم الانسان تلقائيا بعد 2 الى 5 سنوات. واشار الىها بوصفها أدوات عمل، لإصلاح الكسور وربط العظام المكسورة بالجسور وما الى ذلك، تم انتاجها من بوليمر صلب اسمه بولي اكتيد polyactid من بوليمرات حامض اللبنيك.
وتثبت التجارب الأولية التي استخدمت بها قلاووظ حامض اللبنيك، ان هذه الأدوات الجراحية الذائبة لا تقل متانة وكفاءة عن الأدوات المصنعة من التيتان. وحسب تصريحات كليس فان أجسام المرضى الذين استخدمت القلاووظ الجديدة في اصلاح عظامهم، لم تبد أي رفض لهذه القلاووظ والمسامير. كما تمكن جراح العظام والكسور الالماني من استخدام المسامير والقلاووظ بنجاح في مختلف أنواع الكسور، وبنجاح تام في الكسور الصغيرة والعظام التي يقل ضغط ثقل الجسم عليها. وتجدر الاشارة الى ان الطب يبحث منذ عقود عن مواد تتحلل تلقائيا داخل جسم الانسان، وبديلة للتيتانيوم والالمنيوم، في جراحة العظام. الا ان المواد المصنعة حتى الآن كانت محدودة النجاح. فهناك ظاهرة لفظ الجسم للمواد الغريبة أولا، ثم هناك قضية تحلل المواد قبل التئام العظام التام ثانيا، وهما العاملان الأساسيان اللذان كان يقرران مدى نجاح هذه المادة او تلك. اما متانة التحام هذه القلاووظ مع العظام فقد كانت محدودة ايضا، حسب رأي كليس، لأن معظم القلاووظ «الذائبة تلقائيا»، كما هو الحال مع المسامير المعدنية المصنعة من التيتان، كانت ذات سطوح ملساء.
وتحتوي قلاووظ حامض اللبنيك على سطوح خشنة هدفها تمتين الجسور المبنية بين أجزاء العظم المكسور، كما زودها كليس برؤوس صغيرة يستطيع العظم بناء مادته الصلبة فوقها. واعتبر كليس ان أهم خصائص قلاووظ حامض اللبنيك هي إمكانية رؤيتها بواسطة أشعة أكس، الأمر الذي يؤهل الجراح للحكم على نتائج عمله لاحقا بواسطة الأشعة. اما أهم مثالبها فهو ارتفاع كلفة التصنيع، حيث ان صناعة القلاووظ الطويلة منها تكلف 77 يورو حسب تصريح البروفيسور. وتقدر نقابة أطباء العظام والكسور الالمان تعرض الناس الى 200 الف كسر مختلف سنويا. وتضاعف عدد الكسور في السنوات الاخيرة عشر مرات بفعل رواج رياضة التزلج والتزحلق والسكيت، وما شابهها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق