"انقطاع" كهرباء القلب.. معناه الموت المحقق
نقلا عن البوابه
كثيرون
منا لا يعرفون ما هي كهرباء القلب، وما خطورة اعتلال أو انقطاع تلك
الكهرباء. وما أعراض تلك المشاكل المتعلقة بالكهرباء القلبية، هذا ما سوف
يعرفنا عليه ا. د. جمال شعبان، خبير كهرباء القلب بمعهد القلب القومى،
بداية يقول د. جمال: كهرباء القلب هي المنظومة التي تتحكم في إيقاع القلب
وانتظام ضرباته، حيث ينقبض بمعدل من ٦٠ إلى ١٠٠ مرة في الدقيقة، وحتى يتحقق
هذا المعدل المنتظم لا بد أن تصدر إشارة كهربية من مجموعة من الخلايا تقع
أعلى الأذين الأيمن، يمكن تشبيه دورها بدور المايسترو الذي يحكم إيقاع
القلب، ثم يحدث التتابع في تنشيط القلب الكهربى بنسق ثابت وخطوط مرسومة
لانتقال الموجات الكهربية من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر، ثم إلى
البطين الأيمن والأيسر.
ولكن ما الجديد في علاج كهرباء القلب؟ حدثت طفرة كبيرة في البرمجيات المستخدمة في تشخيص اختلال كهرباء القلب سواء بالطرق غير الاختراقية أو الطرق النافذة عن طريق قسطرة كهروفسيولوجيا القلب، فجهاز الهولتر الذي يقوم برسم القلب المستمر ولمدة ٢٤ ساعة في الأنظمة التقليدية، ثم زيادة قدرته على التسجيل، فأصبح بالإمكان تسجيل نبض القلب واستدعاء أدنى خلل في كهرباء القلب، سواء بالتسارع أو التباطؤ لمدة تصل إلى أسابيع، إذا ما كانت النوبات ليست متكررة الحدوث بصفة يومية، وبالتالى لا تفوت فرصة تسجيل الحدث إلكترونيا حتى لو كان على فترات متباعدة، وأمكن التواصل إلكترونيا عن طريق المحمول والأقمار الصناعية بنقل رسم القلب في لحظة حدوث أي خلل، فيرسل إلى البريد الإلكترونى إلى الطبيب المعالج أو إلى المستقبلات المركزية التابعة للشركات عابرة القارات لأجهزة منظمات القلب الكهربية، وذلك عبر المتوسط إلى أوربا أو عبر الأطلنطى إلى أمريكا، فأصبح المريض في عصر القرية الإلكترونية الكونية الصغيرة مريضا «عولميا» يمكن تسجيل بياناته وتداولها بين المتخصصين في شتى أقطار المعمورة.
قد ساعدت هذه الطفرة في الاتصالات إلى الاكتشاف المبكر لاختلال كهرباء القلب سواء للمرضى الذين تمت زراعة منظمات كهربية لهم، أو المرضى الذين يعانون من اختلال كهرباء القلب، ومن ثم التعامل الفورى والسريع الذي يساهم في إنقاذ أرواح كثير من هؤلاء المرضى، الذين قد يكونون عرضة للسكتة القلبية المفاجئة، والتي يكون فيها الوقت كالسيف، ويكون الحد الفاصل بين الحياة والموت جزءا من الثانية.
وبتطور البرمجيات أصبح من الممكن تسجيل كل ما يعترى كهرباء القلب، ومن ثم نبضاته وانتظام دقاته من أطوار، ليس هذا فحسب بل أصبح من الممكن تسجيل مؤشرات أخرى مثل التباين في «QT» فترة الجهد الكهربى للبطين، والتباين في معدلات القلب والتباين في موجات «T» والتذبذب في معدل القلب بعد الضربات البطينية الزائدة، وكل هذه المؤشرات إذا تم الكشف عنها مبكرا تساهم إلى حد كبير في الوقاية من أزمات القلب الحادة والسكتة القلبية المفاجئة، والتي ما زالت تمثل أهم تحديات طب القلب وطب كهرباء القلب في القرن الواحد والعشرين، وتم تطوير خاصية تسجيل الضغط الوتدى الرئوى، والذي يمثل الارتفاع الطفيف في قيمته، والإنذار المبكر لاختلال وظيفة البطين الأيسر الانقباضية ومن ثم توقع الهبوط القلبى الحاد في المستقبل القريب، والذي يتم تسجيله وبثه إلكترونيا، بينما المريض في غرفة نومه، إلى البريد الإلكترونى للطبيب المعالج حتى يتسنى التدخل الفورى والمباشر بالعلاج الدوائى أو العلاج النافذ على وجه السرعة، ولم يقتصر التطوير الحادث في البرمجيات على الأدوات التشخيصية فقط، بل امتد إلى الوسائل العلاجية، والتي تضع طب كهرباء القلب على حافة ثورة تكنولوجية لا حدود لتأثيرها، فقد تم تطوير الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربية التي انتقلت بوظيفة منظم القلب الكهربى من مجرد جهاز يتعامل مع نبض القلب المتباطئ أو كهرباء القلب المتناقصة إلى حاسوب عالى التقنية يتناغم مع كهرباء القلب في حجرات القلب المختلفة، ويسترجع التناسق للمنظومة الكهربية الذي يعترى كهرباء القلب في حالات تمدد وهن عضلة القلب وهبوط القلب الاحتقانى، وباسترجاع هذا النسق الكهربى بين الأذين والبطين وبين البطين الأيمن والأيسر، وبين الألياف العضلية في البطين الأيسر ذاته، مما يؤدى إلى التناغم الكهربى المتسق، وزوال النشاز الذي يصيب هذه الأوركسترا الإلهية المعجزة، مما يكون له أكبر الأثر في تحسن انقباض عضلة القلب وازدياد قدرته على ضخ الدم في الدورة الدموية، ومن ثم تراجع أعراض هبوط القلب، ليس ذلك فقط بل أمكن تزويد الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربية بخاصية إعطاء الصدمات الكهربية الداخلية «DC Shock» مما يمكنه من التعامل الفورى والحاد في حالات اختلال كهرباء البطين الحادة والذبذبة البطينية المسئولة عن السكتة القلبية، والموت المفاجئ في نحو ٥٠٪ من حالات هبوط القلب، لا تقتصر وظيفة الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربية «ثلاثى الوصلات» على الوظيفة العلاجية، بل إنه يقوم بدور الحارس والمراقب لكهرباء القلب، وتقوم الشريحة الحاسوبية الداخلة في مكوناته بتسجيل كل صغيرة وكبيرة من حالات القلب الكهربية في الحركة والسكون في اليقظة والنوم، لا تفوته فائتة مهما كانت بسيطة ولديه القدرة على الاتصال اللاسلكى بمراكز المراقبة العالمية، وكذلك إرسال الرسائل الإلكترونية لبريد طبيب القلب المعالج في حالة حدوث أي خلل مهما كان بسيطا في برنامج جهاز المنظم الكهربى، وفى حالة مراجعة الطبيب في عيادته يمكن استرجاع كل بيانات ذاكرة الجهاز وإعادة برمجتها، مما يتسق مع الحالة الإكلينيكية للمريض، ولم يقتصرالتطوير في البرمجيات على التشخيص عن بعد فقط، بل تم استحداث وسائل علاج كهرباء القلب عن بعد باستخدام «الريموت كونترول» والقساطر الممغنطة التي تقوم بدور «الروبوت» القلب، ويمكن التحكم بها بواسطة طبيب القلب المتواجد في غرفة التحكم دون ملامسة المريض، وذلك من خلال منظوم «Stereotaxis -ستريوتاكيس»، وتشمل هذه المنظومة الحديثة نظام تصوير القلب الكهربى بدون أشعة إكس التقليدية، وقد يكون لها آثار جانبية على الطبيب والمريض على حد سواء، وبتطوير هذا النظام أمكن تكوين صورة تشريحية مجسمة ثلاثية الأبعاد متعددة الألوان وفقا للنظام الكهربى في قلب المريض، وبتفاصيل غاية في الدقة تمكن من تحديد البؤرة الكهربية الشاذة أو الضفيرة الكهربية الزائدة، وبإدماج صورة الكارت مع صورة القلب بالرنين المغناطيسى أو أشعة الكومبيوتر المقطعية، إضافة إلى تخطيط القلب السطحى أو من داخل قلب المريض، ويتوفر لدى طبيب القلب شاشة «LCD» كبيرة تحتوى كل هذه الصور في نفس التوقيت، ومع القدرة على التحكم عن بعد، يكون طبيب القلب في غرفة التحكم أشبه بقائد الطائرة في كابينة القيادة، يختار منها ما يشاء حتى يتسنى له التحكم في القسطرة الممغنطة أوالروبوت القلبى عن بعد، ويستطيع وهو جالس على مقعده بتحريك «عصا القيادة» بيمينه وفنجان القهوة بيساره، كأنه يحرك عصا جهاز «Play Station»، مما يجعل من عملية كهرباء القلب متعة فائقة خالية من الآثار الجانبية لأشعة إكس التي تمثل الصورة الرئيسية لعمليات قسطرة القلب في الأنظمة التقليدية، ولا يقتصر مدى التحكم عن بعد وإجراء عمليات كهرباء القلب على التواجد في غرفة التحكم في نفس المركز الطبى، بل أصبح من الممكن عن طريق الأقمار الصناعية إجراء عمليات قلب «عبر القارات»، وقد تصدرت الأنباء عام ٢٠٠٦ بأمريكا إجراء أول عملية لكهرباء القلب بالريموت كونترول «عبر الأطلنطى»، حيث قام د. بابون، وهو جالس في قاعة المؤتمرات ببوسطن إجراء عملية استئصال الجهود الكهربية الزائدة حول الأوردة الرئوية الأربعة لمريض راقد في غرفة قسطرة القلب في ميلانو بإيطاليا، وعلى بعد ٤٠٠٠ ميل، وقد استغرقت العملية قرابة ساعة فقط، وبنجاح منقطع النظير، ووسط ذهول خبراء كهرباء القلب الحاضرين في المؤتمر بأمريكا. فوظيفة القلب تعتمد بشكل رئيسى على النبضات التي يصدرها النظام الكهربائى الذاتى داخل القلب، والمعدل الطبيعى للنبضات يختلف حسب عمر الإنسان، فحديثو الولادة حتى شهر يكون معدل النبضات أكثر من ١٢٠، ومن سنة حتى ٦ سنوات يكون بين ٧٥- ١١٥ نبضة في الدقيقة، وكلما تقدم العمر قل معدل نبضات القلب، وأسباب تسارع نبضات القلب كثيرة قد تكون ناتجة عن أمراض خارج القلب أو تكون بسبب اختلال في كهرباء القلب، ومن الأسباب الخارجة عن القلب نجد: فقر الدم (الأنيميا)، ارتفاع الحرارة، الضغط النفسى (الخوف)، زيادة إفراز الغدة الدرقية، واستعمال بعض الأدوية مثل الفنتولين لعلاج الربو، وفى هذه الحالات يتحسن إيقاع القلب بمجرد علاج السبب.
السبب الآخر هو اختلال كهرباء القلب وأكثرها شيوعًا: ١- النبض الزائد القادم من فوق البطينين، وعادة يتعدى عدد الدقات ١٨٠ نبضة في الدقيقة، وقد يصل إلى ٣٠٠ نبضة، وإذا حصل هذا عند الأطفال أقل من ٦ شهور فقد لا يكون واضحًا، ولإسعاف الطفل ينصح بوضع ثلج في كيس بلاستيك ثم وضعه على عينى الطفل لتنشيط العصب الحائر المسئول عن تقليل دقات القلب، وهناك أدوية تؤخذ في الإسعاف لعلاج هذا، وفى حال عدم الاستجابة للعلاجات فقد يحتاج الطفل إلى صدمة كهربائية عن طريق جهاز خاص، بعد هذا يعطى علاجا لمدة أشهر، أو قد تصل إلى سنوات، وبعض الأطفال يحتاج إلى عملية القسطرة القلبية ودراسة كهربائية القلب للبحث عن المكان الذي تنتج منه هذه النبضات الزائدة والسريعة، وإذا وجدت فيتم استئصالها بموجات الراديو بواسطة طريقة كى، خاصة أثناء عملية القسطرة.
٢- أما النوع الآخر هو أن يكون النبض الزائد السريع مصدره البطينين، وهذا أقل شيوعًا، ولكنه أخطر من السابق، وقد يحدث بعد إصابة القلب بمرض فيروسى أو بعد عملية جراحية في القلب، أو بسبب الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، أو لأسباب غير معروفة، وخطورة هذا النوع تكمن في تدهور حالة القلب، وعدم انتظام في النبضات، وأحيانًا يؤدى إلى توقف النبض.
ولكن ما الجديد في علاج كهرباء القلب؟ حدثت طفرة كبيرة في البرمجيات المستخدمة في تشخيص اختلال كهرباء القلب سواء بالطرق غير الاختراقية أو الطرق النافذة عن طريق قسطرة كهروفسيولوجيا القلب، فجهاز الهولتر الذي يقوم برسم القلب المستمر ولمدة ٢٤ ساعة في الأنظمة التقليدية، ثم زيادة قدرته على التسجيل، فأصبح بالإمكان تسجيل نبض القلب واستدعاء أدنى خلل في كهرباء القلب، سواء بالتسارع أو التباطؤ لمدة تصل إلى أسابيع، إذا ما كانت النوبات ليست متكررة الحدوث بصفة يومية، وبالتالى لا تفوت فرصة تسجيل الحدث إلكترونيا حتى لو كان على فترات متباعدة، وأمكن التواصل إلكترونيا عن طريق المحمول والأقمار الصناعية بنقل رسم القلب في لحظة حدوث أي خلل، فيرسل إلى البريد الإلكترونى إلى الطبيب المعالج أو إلى المستقبلات المركزية التابعة للشركات عابرة القارات لأجهزة منظمات القلب الكهربية، وذلك عبر المتوسط إلى أوربا أو عبر الأطلنطى إلى أمريكا، فأصبح المريض في عصر القرية الإلكترونية الكونية الصغيرة مريضا «عولميا» يمكن تسجيل بياناته وتداولها بين المتخصصين في شتى أقطار المعمورة.
قد ساعدت هذه الطفرة في الاتصالات إلى الاكتشاف المبكر لاختلال كهرباء القلب سواء للمرضى الذين تمت زراعة منظمات كهربية لهم، أو المرضى الذين يعانون من اختلال كهرباء القلب، ومن ثم التعامل الفورى والسريع الذي يساهم في إنقاذ أرواح كثير من هؤلاء المرضى، الذين قد يكونون عرضة للسكتة القلبية المفاجئة، والتي يكون فيها الوقت كالسيف، ويكون الحد الفاصل بين الحياة والموت جزءا من الثانية.
وبتطور البرمجيات أصبح من الممكن تسجيل كل ما يعترى كهرباء القلب، ومن ثم نبضاته وانتظام دقاته من أطوار، ليس هذا فحسب بل أصبح من الممكن تسجيل مؤشرات أخرى مثل التباين في «QT» فترة الجهد الكهربى للبطين، والتباين في معدلات القلب والتباين في موجات «T» والتذبذب في معدل القلب بعد الضربات البطينية الزائدة، وكل هذه المؤشرات إذا تم الكشف عنها مبكرا تساهم إلى حد كبير في الوقاية من أزمات القلب الحادة والسكتة القلبية المفاجئة، والتي ما زالت تمثل أهم تحديات طب القلب وطب كهرباء القلب في القرن الواحد والعشرين، وتم تطوير خاصية تسجيل الضغط الوتدى الرئوى، والذي يمثل الارتفاع الطفيف في قيمته، والإنذار المبكر لاختلال وظيفة البطين الأيسر الانقباضية ومن ثم توقع الهبوط القلبى الحاد في المستقبل القريب، والذي يتم تسجيله وبثه إلكترونيا، بينما المريض في غرفة نومه، إلى البريد الإلكترونى للطبيب المعالج حتى يتسنى التدخل الفورى والمباشر بالعلاج الدوائى أو العلاج النافذ على وجه السرعة، ولم يقتصر التطوير الحادث في البرمجيات على الأدوات التشخيصية فقط، بل امتد إلى الوسائل العلاجية، والتي تضع طب كهرباء القلب على حافة ثورة تكنولوجية لا حدود لتأثيرها، فقد تم تطوير الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربية التي انتقلت بوظيفة منظم القلب الكهربى من مجرد جهاز يتعامل مع نبض القلب المتباطئ أو كهرباء القلب المتناقصة إلى حاسوب عالى التقنية يتناغم مع كهرباء القلب في حجرات القلب المختلفة، ويسترجع التناسق للمنظومة الكهربية الذي يعترى كهرباء القلب في حالات تمدد وهن عضلة القلب وهبوط القلب الاحتقانى، وباسترجاع هذا النسق الكهربى بين الأذين والبطين وبين البطين الأيمن والأيسر، وبين الألياف العضلية في البطين الأيسر ذاته، مما يؤدى إلى التناغم الكهربى المتسق، وزوال النشاز الذي يصيب هذه الأوركسترا الإلهية المعجزة، مما يكون له أكبر الأثر في تحسن انقباض عضلة القلب وازدياد قدرته على ضخ الدم في الدورة الدموية، ومن ثم تراجع أعراض هبوط القلب، ليس ذلك فقط بل أمكن تزويد الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربية بخاصية إعطاء الصدمات الكهربية الداخلية «DC Shock» مما يمكنه من التعامل الفورى والحاد في حالات اختلال كهرباء البطين الحادة والذبذبة البطينية المسئولة عن السكتة القلبية، والموت المفاجئ في نحو ٥٠٪ من حالات هبوط القلب، لا تقتصر وظيفة الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربية «ثلاثى الوصلات» على الوظيفة العلاجية، بل إنه يقوم بدور الحارس والمراقب لكهرباء القلب، وتقوم الشريحة الحاسوبية الداخلة في مكوناته بتسجيل كل صغيرة وكبيرة من حالات القلب الكهربية في الحركة والسكون في اليقظة والنوم، لا تفوته فائتة مهما كانت بسيطة ولديه القدرة على الاتصال اللاسلكى بمراكز المراقبة العالمية، وكذلك إرسال الرسائل الإلكترونية لبريد طبيب القلب المعالج في حالة حدوث أي خلل مهما كان بسيطا في برنامج جهاز المنظم الكهربى، وفى حالة مراجعة الطبيب في عيادته يمكن استرجاع كل بيانات ذاكرة الجهاز وإعادة برمجتها، مما يتسق مع الحالة الإكلينيكية للمريض، ولم يقتصرالتطوير في البرمجيات على التشخيص عن بعد فقط، بل تم استحداث وسائل علاج كهرباء القلب عن بعد باستخدام «الريموت كونترول» والقساطر الممغنطة التي تقوم بدور «الروبوت» القلب، ويمكن التحكم بها بواسطة طبيب القلب المتواجد في غرفة التحكم دون ملامسة المريض، وذلك من خلال منظوم «Stereotaxis -ستريوتاكيس»، وتشمل هذه المنظومة الحديثة نظام تصوير القلب الكهربى بدون أشعة إكس التقليدية، وقد يكون لها آثار جانبية على الطبيب والمريض على حد سواء، وبتطوير هذا النظام أمكن تكوين صورة تشريحية مجسمة ثلاثية الأبعاد متعددة الألوان وفقا للنظام الكهربى في قلب المريض، وبتفاصيل غاية في الدقة تمكن من تحديد البؤرة الكهربية الشاذة أو الضفيرة الكهربية الزائدة، وبإدماج صورة الكارت مع صورة القلب بالرنين المغناطيسى أو أشعة الكومبيوتر المقطعية، إضافة إلى تخطيط القلب السطحى أو من داخل قلب المريض، ويتوفر لدى طبيب القلب شاشة «LCD» كبيرة تحتوى كل هذه الصور في نفس التوقيت، ومع القدرة على التحكم عن بعد، يكون طبيب القلب في غرفة التحكم أشبه بقائد الطائرة في كابينة القيادة، يختار منها ما يشاء حتى يتسنى له التحكم في القسطرة الممغنطة أوالروبوت القلبى عن بعد، ويستطيع وهو جالس على مقعده بتحريك «عصا القيادة» بيمينه وفنجان القهوة بيساره، كأنه يحرك عصا جهاز «Play Station»، مما يجعل من عملية كهرباء القلب متعة فائقة خالية من الآثار الجانبية لأشعة إكس التي تمثل الصورة الرئيسية لعمليات قسطرة القلب في الأنظمة التقليدية، ولا يقتصر مدى التحكم عن بعد وإجراء عمليات كهرباء القلب على التواجد في غرفة التحكم في نفس المركز الطبى، بل أصبح من الممكن عن طريق الأقمار الصناعية إجراء عمليات قلب «عبر القارات»، وقد تصدرت الأنباء عام ٢٠٠٦ بأمريكا إجراء أول عملية لكهرباء القلب بالريموت كونترول «عبر الأطلنطى»، حيث قام د. بابون، وهو جالس في قاعة المؤتمرات ببوسطن إجراء عملية استئصال الجهود الكهربية الزائدة حول الأوردة الرئوية الأربعة لمريض راقد في غرفة قسطرة القلب في ميلانو بإيطاليا، وعلى بعد ٤٠٠٠ ميل، وقد استغرقت العملية قرابة ساعة فقط، وبنجاح منقطع النظير، ووسط ذهول خبراء كهرباء القلب الحاضرين في المؤتمر بأمريكا. فوظيفة القلب تعتمد بشكل رئيسى على النبضات التي يصدرها النظام الكهربائى الذاتى داخل القلب، والمعدل الطبيعى للنبضات يختلف حسب عمر الإنسان، فحديثو الولادة حتى شهر يكون معدل النبضات أكثر من ١٢٠، ومن سنة حتى ٦ سنوات يكون بين ٧٥- ١١٥ نبضة في الدقيقة، وكلما تقدم العمر قل معدل نبضات القلب، وأسباب تسارع نبضات القلب كثيرة قد تكون ناتجة عن أمراض خارج القلب أو تكون بسبب اختلال في كهرباء القلب، ومن الأسباب الخارجة عن القلب نجد: فقر الدم (الأنيميا)، ارتفاع الحرارة، الضغط النفسى (الخوف)، زيادة إفراز الغدة الدرقية، واستعمال بعض الأدوية مثل الفنتولين لعلاج الربو، وفى هذه الحالات يتحسن إيقاع القلب بمجرد علاج السبب.
السبب الآخر هو اختلال كهرباء القلب وأكثرها شيوعًا: ١- النبض الزائد القادم من فوق البطينين، وعادة يتعدى عدد الدقات ١٨٠ نبضة في الدقيقة، وقد يصل إلى ٣٠٠ نبضة، وإذا حصل هذا عند الأطفال أقل من ٦ شهور فقد لا يكون واضحًا، ولإسعاف الطفل ينصح بوضع ثلج في كيس بلاستيك ثم وضعه على عينى الطفل لتنشيط العصب الحائر المسئول عن تقليل دقات القلب، وهناك أدوية تؤخذ في الإسعاف لعلاج هذا، وفى حال عدم الاستجابة للعلاجات فقد يحتاج الطفل إلى صدمة كهربائية عن طريق جهاز خاص، بعد هذا يعطى علاجا لمدة أشهر، أو قد تصل إلى سنوات، وبعض الأطفال يحتاج إلى عملية القسطرة القلبية ودراسة كهربائية القلب للبحث عن المكان الذي تنتج منه هذه النبضات الزائدة والسريعة، وإذا وجدت فيتم استئصالها بموجات الراديو بواسطة طريقة كى، خاصة أثناء عملية القسطرة.
٢- أما النوع الآخر هو أن يكون النبض الزائد السريع مصدره البطينين، وهذا أقل شيوعًا، ولكنه أخطر من السابق، وقد يحدث بعد إصابة القلب بمرض فيروسى أو بعد عملية جراحية في القلب، أو بسبب الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، أو لأسباب غير معروفة، وخطورة هذا النوع تكمن في تدهور حالة القلب، وعدم انتظام في النبضات، وأحيانًا يؤدى إلى توقف النبض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق