السبت، 19 سبتمبر 2015

الثعلبة



داء الثعلبة من الأمراض الجلدية الشائعة نسبياً وتتباين النظريات العلمية التي تفسر أسباب الإصابة بهذا الداء لكنه يُعرّف غالباً بأنه داء عضوي ذات منشأ مناعي، كما أن الثعلبة من الأمراض التي قد تتشابه على العامة من الناس مع أمراض جلدية أخرى مثل مرض التينيا وهو من الأمراض الفطرية المعدية، وعند الحديث عن داء الثعلبة هناك أمر مهم يشير إليه الدكتور سليم الأغبري ألا وهو تقييم المريض لمرضه خصوصا في بداية ظهور بقعة الثعلبة حيث أن الغالبية قد تقلل من شأن هذا المرض الأمر الذي قد يقلب حياة المريض رأساً على عقب عند تعصي علاجه وانتشاره بظهور بقع جديدة وهنا قد يتداخل خط جديد يمثل حاجز نفسي شديد نتيجة طبيعة نظرة المجتمع للمصاب بهذا الداء عن قصد أو دون قصد فيعتقد المريض عندها بأن المحيطين به يتجنبون مخالطته خوفاً من العدوى وفي هذا يخطئ الطرفان إلا أن المريض يجب عليه أن يتسلح بالمعرفة أولاً فيتعرف على مرضه جيدا.. ونحن في مركز العلاج الأكاديمي التطبيقي إيماناً منا بمسئوليتنا نقدم فيما يلي من أسطر وصفحات على موقع العلاج معلومات سريعة ومركزة عن هذا الداء وما يتعلق به ثم نعرج على طريقة علاجه الطبيعية الفعّالة والمُجرّبة.


تعريف داء الثعلبة
الثعلبة هي أحد الأمراض التي تصيب الشعر ويحدث فيها سقوط للشعر (Loss of Hair) في منطقة أو أكثر مثل الرأس أو الذقن أو الشارب أو الحواجب والرموش أو الجسم والأطراف، وتكون عادة بشكل دائري أو بيضاوي منفردة أو متعددة وخالية من الوسوف أو التندب وقد يحدث في حالات قليلة تقشـُر واحمرار في منطقة الإصابة وإفراز بعض السوائل.. يسمى داء الثعلبة كذلك بالثعلبية أو الصقع أو قراع الشعر أو تساقط الشعر الثعلبي والثعلبة البقعية (Cicatricial Alopecia).

تصنيف الثعلبة
يمكن تقسيم الثعلبة إلى عدة أقسام حسب شدة الإصابة؛ فقد تكون الثعلبة محددة أو جزئية من خلال ظهور بقعة واحدة أو أكثر خالية من الشعر، وقد تكون الثعلبة كاملة من خلال غياب الشعر عن كامل فروه الرأس، وقد تكون الثعلبة شاملة من خلال غياب الشعر عن فروة الرأس والجسم.

نسبة الإصابة بالثعلبة
تصل نسبة الإصابة بالثعلبة على مستوى العالم حوالي (2%)، أما العمر فغالبا يصيب الأشخاص في العشرينات من العمر، وقد تصل نسبة إصابة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة إلى (60%) من حالات الإصابة، ومن حيث الجنس فتكاد تكون متساوية مع احتمالية اكبر لإصابة الذكور بنسبة (2 – 1) بالنسبة للإناث، وليس هناك أفضلية عرقية فهو يصيب كل الأعراق.

أسباب المرض
الأسباب الفعلية للثعلبة غير معروفة على وجه الدقة والنظرية الأقرب للتصور عند غالبية العلماء تشير لحدوث خلل في المناعة الذاتية بالجسم بحيث تهاجم خلايا المناعة بصيلات الشعر مما يؤدي إلى سقوط الشعر في الأماكن المصابة وظهور بقع خالية من الشعر وبدون آثار التهاب على سطح الجلد ولا احمرار أو بثور، ولهذا فإن بقعة الجلد المصابة بالثعلبة تبدو طبيعية باستثناء خلوها من الشعر، والأشخاص الذين يصابون بها يكونون في حالة جسدية وصحية ممتازة.. ورغم أن الأسباب الحقيقية للإصابة بهذا الداء لا تزال مجهولة كما أشرنا إلا أن هناك عوامل خطر تزيد وتساعد من احتمالية حدوث الثعلبة ومنها:
العوامل النفسية:
أثبتت بعض الدراسات أن العامل النفسي له دور في ظهور الثعلبة في بعض الحالات وليس له دور في بعض الحالات الأخرى، غير أنه من المعروف الأثر السلبي للحالة النفسية السيئة على الجُريبات الشعرية.
العوامل العصبية:
هناك نواقل عصبية تعمل على تحريض نمو الشعر وقد لوحظ انخفاض مستوى هذه النواقل العصبية عند المصابين بداء الثعلبة.
العامل المناعي:
حيث ترتبط الثعلبة بدرجة كبيرة في الحالات التي تتميز بزيادة الحساسية الجلدية وحساسية الصدر والأنف، كما لوحظ ترافق الثعلبة مع بعض الأمراض المناعية مثل البهاق والذئبة الحمامية والوهن العضلي الوخيم، وكذلك باضطراب الغدد ذات السبب المناعي كاضطراب الغدة الدرقية ومرض أديسون ومرض السكر وفقر الدم أو الأنيميا الخبيثة، كما تم أثبات وجود خلل مناعي يؤدي إلى قيام الجسم بإفراز أضداد ذاتية ضد الجريبات الشعرية وما ينتج عن ذلك من إيقاف لنمو الشعر.
العوامل الوراثية:
سجلت بعض الحالات التي تحدث في العائلات بنسبة (10% - 40%)، وفي حالة التوائم عند إصابة احد التوأمين بمرض الثعلبة فأن احتمالية إصابة التوأم الثاني قد تصل إلى (55%).
عوامل جينية:
هناك اعتقاد بأن الثعلبة مرض متعدد الجينات، أي حدوث خلل في أكثر من جين واحد، وفي حالة مرض المنغوليين (خلل جيني في الكروموسوم 21) لوحظ ارتفاع نسبة الإصابة بالثعلبة عندهم بنسبة قد تصل إلى (9%).
عوامل إنتانية:
هناك فرضيات عن أسباب فيروسية للثعلبة وخاصة بعض فيروسات الهربس.
عوامل أخرى:
مثل أمراض العينين والأسنان والبؤر الصديدية في مناطق الجسم المختلفة.

أنـــواع الثعلبـــة
1- النوع الأول:
يبدأ في سن مبكرة (10) سنوات ويستمر لفترة طويلة، ويحدث الصلع الكلي في المستقبل بنسبة (75%).
2- النوع الثاني:
يبدأ في أواخر مرحلة الطفولة وبداية مرحلة البلوغ ويمتد لفترة أقل من ثلاث سنوات، ويحدث الصلع الكلي بنسبة (6%).
3- النوع الثالث:
يبدأ في مرحلة البلوغ المبكر، ويكون أحد الأبوين أو كلاهما مصاباً بارتفاع في ضغط الدم، وهو سريع ويحدث الصلع الكلي بنسبة (39%).
4- النوع الرابع:
يبدأ بعد سن الأربعين ويمتد لفترة طويلة ويحدث الصلع الكلي بنسبة (10%).

تشخيص داء الثعلبة
يتم تشخيص داء الثعلبة بشكل أساسي بالاعتماد على الفحص السريري، ولكن الطبيب المعالج قد يطلب بعض التحاليل المخبرية لاستبعاد الأسباب المرضية.
الفحص السريري:
تتظاهر الثعلبة بشكل بقعة أو أكثر خالية تماما من الشعر ويكون الجلد طبيعيا ولا تحدث فيه أي تغيرات كالضمور الجلدي أو التندب أو الوسوف، وتكون فوهات الاجربة الشعرية موجودة وسليمة، وأحياناً يلاحظ في محيط منطقة الثعلبة بعض الشعر المتقصف والمتكسر والذي يأخذ شكلاً مميزاً نوعا ما حيث تكون سميكة القطر من طرف ورقيقة القطر من الطرف الملامس لفروه الرأس (مثل شعار علامة التعجب)، ويعتبر وجودها دليلا على أن الثعلبة لا تزال في مرحلة النشاط والفعالية وهي إحدى العوامل التي تؤشر لسوء سير المرض، وأكثر الأماكن إصابة هي فروه الرأس والحاجب ورموش العين ومنطقة الذقن ومنطقة العانة، وفي الحالات المتقدمة قد تصاب الأظافر بتغيرات مرافقة لسير المرض وتتظاهر بشكل رئيسي بحدوث حفر صغيرة بشكل نقطي على سطح الظفر وقد تصل نسبة إصابة الأظافر في حالة الثعلبة إلى (10% - 66%)، وهي أيضاً إحدى العوامل التي تؤشر بسوء سير المرض.
الفحوص المخبرية:
1- فحص دم للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى وبخاصة المناعية منها.
2- فحص مجهري لنفي وجود مرض التينيا "سعفة الرأس".
3- الخزعة.
التشخيص التفريقي:
يجب تفريق الثعلبة عن سعفة الرأس وهوس نتف الأشعار والصلع الشائع والذئبة الحمامية في مراحلها الأولى.

سيـر المـــرض
هناك مقولة خاصة بالثعلبة تقول بأن الشيء الوحيد الممكن توقعه في سير مرض الثعلبة هو انه مرض لا يمكن التنبؤ به، فهناك حالات يحدث فيها الشفاء العفوي خلال أسابيع أو شهور قليلة وهناك حالات يمتد فيها المرض ليصبح أكثر انتشاراً ويصيب أكثر من مكان في الجسم وأحياناً يصيب الجسم بكاملة، علماً بان هناك عوامل عديدة قد تعطينا فكرة عن سير المرض وهي في هذه الحالة عوامل إنذار سيء بالنسبة لسير المرض.
1- إذا حدثت الإصابة قبل سن البلوغ.
2- وجود قصة عائلية للإصابة بالثعلبة.
3- وجود أكثر من منطقة مصابة بالجسم.
4- إصابة الأظافر.
5- وجود التهاب جلد تأبى مرافق للثعلبة.
6- وجود أمراض مناعية أخرى مرافقة للثعلبة.
ويشار بأن مرض الثعلبة يعتبر من الأمراض الناكسة التي قد يصاب بها المريض مرة أخرى بعد فترة شفاء قد تطول أو تقصر.

استفسارات شائعة
هل داء الثعلبة مرض مُعدّي؟..
الثعلبة ليست مرضاً معدياً وليس هناك احتمال لإصابة أي شخص سليم بالمرض بمعايشته لمريض مصاب بداء الثعلبة سواءً استعمل الأغراض الشخصية للمريض أم لا، ولكن قبل هذا هل المريض أجرى التشخيص الصحيح عند الطبيب المتخصص؟.. وبشكل عام يستحب عدم اختلاط الأغراض الشخصية سواءً أكان هناك مرض معدي أم لا؛ وذلك لأنه قد تكون هناك أشياء غير معروفة حتى لصاحبها، ولذلك ومن باب الاحتياط ومن منظور طبي لا غير ننصح بعد خلط الأدوات إلا لضرورة.

هل هناك فرق بين مرض التينيا وداء الثعلبة؟..
نعم هناك فرق.. فمرض التينيا (يسمى كذلك التونية أو سعفة الرأس) من الألفاظ الدارجة التي يعتقد العامة أنه اسم آخر لداء الثعلبة بينما هو من الأمراض الفطرية المعدية والمختلفة طبعا عن الثعلبة إلا أن العامة من الناس يخلط بينهما، ورغم أن التينيا يصاحبه أيضاً تساقط في الشعر إلا أن ذلك يترافق مع ظهور بقع حمراء وتعفن أو التهاب ويصيب أكثر ما يصيب الأطفال خاصة في سن المدرسة الإبتدائية وهو معدي جدا ينتقل من شخص إلى آخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق